تعد السيرة الذاتية لشركتك أعظم الحكايات التي سترويها على الإطلاق. الأمر لا يتم النظر له على أنه تطور لصفحة ماذا عن الموجودة بالصفحة الرئيسية لموقع الشركة، ولا وثيقة بها بعض الإحصائيات التي ما يسمعها المستثمرون إلا ويؤمنوا بأهمية الاستثمار لديك ومدى جدوى فكرتك من الناحية الاقتصادية، ولا هي عرض خدماتك ومنتجاتك لزبائنك لكي يشتروا أكثر، إن السيرة الذاتية للشركات هي الطريقة الوحيدة التي تستطيع شركتك بها أن تبرر وجودها بل وتفردها عن أي منافسين آخرين، إنها الطريقة التي تجعل قيمك الشخصية لإنقاذ العالم والبشر ممثلة في شكل مادي يحاول أن يفعل شيئًا، فإن لم تكن لديك حكاية جديرة بالحكي، وإن لم تكن هذه الحكاية حقيقية بالقدر الذي يجعل من يسمعها يصدقك، ويرى في منتجاتك وخدماتك ما فوق نفعها المباشر؛ فلا تحاول أن تكمل باقي المقال على أمل أن تعرف الطريقة السحرية لكتابة السيرة الذاتية لشركتك. فلا سحر غير في القصص، وقصة شركتك يجب أن تبدأ من عندك أنت.
اشترك الأن في برنامج دفترة
لإدارة شركتك بشكل احترافي كامل
هل سمعت عن المثلث البلاغي لأرسطو من قبل؟ في كل الحالات أعتقد أنك لم تسمع عن ضرورة تطبيقه لكتابة السيرة الذاتية للشركات.
حيث يعتبر أساس البلاغة والذي تطورت على أساسه فنون كثيرة كبناء الحجج المنطقية والخطابة.
وكأي مثلث يحوي ثلاثة أضلاع، وهم:
1-المصداقية ethos:
ويشار بها لمصداقية الشخص صاحب الفكرة، وهنا المقصود به مؤسس الشركة، بما له من مسيرة علمية وخبرات عملية وإنجازات، وبما يبدو على شخصياته من سيماء المؤثرين الأذكياء، وبما لسمعته من أثر طيب يجعله يكتسب الثقة في أي خطوة يخطوها.
2-العاطفة pathos:
أن تجعل فكرتك مُلهمة، مشعة بالحرارة والشغف والإيمان الحقيقي، كما قال أحدهم ذات مرة: <<كل فكرة عاشت اقتاتت قلب إنسان.>> فهل قلبك تشبع بفكرتك وضحيت من أجلها بالقدر الذي يجعلك صادق العزم؟ هل استخدمت طرق تسويقية ورسائل تستطيع النفاذ لقلب الجمهور وتحرك مشاعره؟ تذكر إن البشر متعطشون طوال الوقت للإيمان بشيء ما، للانتماء لجماعة ما، وللشعور بأنهم أبطال حكاية ما، وها نحن على بعد خطوات لنجعل هذه الحكاية هي حكاية شركتك من خلال تعلم كتابة السيرة الذاتية للشركات، فانتبه معي.
3-المنطق logos:
احتواء السيرة الذاتية لشركتك على إحصائيات لنمو الشركة، وأرقام موثقة بالأرباح والاستثمارات التي حصلت عليها في الأعوام الأخيرة لا شك يخاطب عقل القارىء، ولكن هناك منطق آخر، منطق العرض والحكاية، طريقة تسلسل الأحداث عندما تحكي، وطريقة تطور المنتجات، عرض صور الأحداث الهامة في تاريخ الشركة، بل وتطور فكرة الشركة نفسها من فكرة صغيرة لنشاط ضخم، راعي جدًا التراتبية لكي تكون منطقيًا، فلا تبدأ مثلًا برؤية تتحدث عن تغيير شكل قطاع اقتصادي معين، ولا تقول بتغيير العالم، وخطواتك وأعمالك السابقة التي سردتها لا توحي بهذا من قريب أو بعيد! كالذي يحكي عن سيارات شركته التي ستنافس BMW بينما منتجاته التي صنعها لم تتعدى إطارات السيارات! اجعل خطواتك كلها متماسكة مرتبة تصل بك إلى رؤية شركتك ورسالتها، احلم ولكن دلل على أحلامك واعرض منها على قدر المرحلة. وبالطبع لا يجدر بك أن تنسى صياغة الحجج، وذكر حقائق وإحصائيات تعلل لماذا منتجك أو خدمتك تحل مشكلة موجودة وتسبب آلامًا يعاني منها الكثيرون،
1) تصميم الغلاف واختيار الألوان:
تشبه السيرة الذاتية للشركات الكتيب الصغير الذي يحوي كل ما يحتاجه الشخص المستهدف ليعرفك، وقد يكون المستهدف؛ الجمهور الذي يستهلك خدماتك، أو المستثمرين الملائكة وحاضنات الأعمال الذين تحاول إقناعهم لضخ أموالهم في شركتك، أو الشركاء الذين تحاول أن تضمهم لتصبحوا معًا فريقًا واحدًا. لا يعتبر الغلاف معلوماتي بقدر كونه فني، كغلاف أي كتاب، وسيلته خطف الأبصار، اجتهد في أن يبدو تصميم الغلاف يعبر عن خدماتك ويشير لهويتك، ألوان الغلاف تسري على كل الألوان بداخل السيرة الذاتية للشركات، والتي تتناسق مع لوجو الشركة، وتوصل بها رسالة معينة، فأنت تعلم جيدًا الدلالة النفسية لكل لون وأثره على القارىء، ثم نضيف المعلومات الأساسية وغالبًا ما تكون اسم الشركة، واللوجو، وبيانات التواصل، وقد تزين غلافك بشعار الشركة أو رؤيتها بما يتناسب مع التصميم.
2) لماذا انشأت الشركة، على المدى البعيد ما رؤيتك، على مدى أقرب ما رسالتك؟ :
لن تستقيم حياتك الشخصية بلا أهداف تسعى ورائها لتعلم أين تذهب؟ ولا أهداف بل لماذا وراء هذا الهدف؟ لماذا تريد أن تدرس اللغة الانجليزية؟ ربما لأنك رجل أعمال وتتواصل مع غير العرب بكثرة وتريد أن تسمع العالم صوت شركتك، ولماذا تبني هذه الشركة بالتحديد في هذا المجال؟ ربما لأنك شغوف به منذ الصغر أو تراه سيحدث تأثيرًا على مشكلة كبرى يواجهها العالم، من هنا تستطيع أن تخرج برؤيتك وهي بناء شركة تبيع أغذية من الطحالب عالية القيمة منخفضة التكلفة لتحد من شرس الجوع الذي يصارع العالم. تمامًا هي رؤية ورسالة شركتك، ما يفرقهما أن الرؤية غير ممتدة الأجل، أما الرسالة على مدى أقصر.
3) الأهداف والقيم:
الأهداف
هي الدليل العملي والشكل الملموس القابل للقياس الذي تستطيع من خلاله أن تحول الرؤية والرسالة لواقع
-محدد
-قابل للقياس
-قابل للتحقق
-واقعي
-محدد بوقت
ومن هنا تستطيع أن تضع خطة سنوية أو لعدة سنوات، ثم تتابع بدقة نسبة تحقق الهدف كما توقعت، لتعرف هل فعلًا ما زلت في الطريق لإلهام العالم؟
القيم:
لا يشتري كل البشر السيارة بغرض نقلهم، ولكن ربما بغرض الرفاهية، أو الشعور بالسلطة والقوة، فتدور بداخلهم ككل البشر احتياجات نفسية، وهي التي تعمل الشركات على إشباعها من خلال القيم الخاصة بالشركة، كما تلعب Apple على توفير الأمان من خلال منتجاتها، فتجد نسبة الاختراق لمنتجاتها لا يتعدى ال1% بينما في الاندرويد تصل نسبة الاختراق ل 97%. هنا لا يشتر
العميل جهاز كأي جهاز ولكنه يغذي معه الشعور بالأمان.
4) ما الذي تبيعه؟
بهذه البساطة والوضوح يجب أن تعبر عن منتجاتك وخدماتك، نجد الكثير من أصحاب الشركات ينسجوا الأحلام حول رؤية الشركة ثم تسألهم ما الذي تبيعونه بالتحديد؟ فلا يستطيعون الإجابة دون مراوغة. حاول أن توضح منتجاتك وخدماتك بأقصر الطرق وأكثرها رسوخًا في الذهن.
5) أحكي
أحكي بشكل تاريخي متسلسل منذ عام التأسيس، أو بناءًا على القيم التي تشبعها، ابدأ الحكاية من النقطة التي تريد، المهم أن تصيغ كل الأمور من البداية للنهاية بشكل قصصي. لن نفصل
أكثر عن أهمية الحكايات.
6) كيف يراك الآخرون؟
في كل ما سبق تحدثنا عن رؤيتك ورسالتك وأهدافك، ولكن هل يراك الآخرين بنفس الشكل؟ هل العملاء سعيدين بخدماتك؟ هل لديك نماذج أعمال تثق بما يكفي أن تعرضها لتجعل المتلقي يحكم بنفسه؟ لو تتذكر نقطة المصداقية في مثلث أرسطو للبلاغة، إن أشد ما تظهر هنا، حيث تدلل على كل ما فلته سابقًا.
7) معلومات التواصل والفهرس:
بعد أن أنهيت السيرة الذاتية لشركتك، قم بجمع كل العناوين الرئيسية وفهرسها في نهاية أو بداية سيرتك، ولا تنس ترك معلومات للتواصل مع وكل الأماكن التي تتواجد بها رقميًا، لعل أحدهم أعجبته الحكاية ويود أن يتواصل معك.
إلى هنا انتهى دوري، سأترك لك في المرفقات نموذج جاهز للسيرة الذاتية للشركات، يمكن أن تستخدمه لتبدأ في حكي قصتك، وتأكد أننا نريد أن نسمعها، فشاركنا في التعليقات كل الذي يدور ببالك وكل اسئلتك، وانطلق:
اشترك الأن في برنامج دفترة
لإدارة شركتك بشكل احترافي كامل