دراسة الجدوى الاقتصادية هي إحدى أهم الخطوات التي يجب عليك القيام بها بمجرد التفكير في بدء مشروع استثماري جديد. فما هي دراسة الجدوى الاقتصادية؟ وما مكوناتها وأنواعها؟ وكيفية عمل دراسة جدوى. كل هذه التساؤلات ستجدون إجابة لها في هذا المقال. كما يحتوي هذا المقال على نموذج دراسة جدوى مجاني يمكنك تنزيله مباشرةً وبدء قصة نجاح جديدة لمشروعك الاستثماري.
دراسة الجدوى هي الإطار العام الذي يضم دراسة لمقوّمات أي مشروع؛ للوقوف على مدى قدرته على تحقيق الهدف منه أم لا. وتقوم أي دراسة جدوى على دراسة جوانب المشروع: الفنية والتشغيلية، والمالية، والتسويقية.
اشترك الأن في برنامج دفترة
لإدارة شركتك بشكل احترافي كامل
الهدف من دراسة الجدوى هو تحديد ما إذا كان هناك طائل من بدء المشروع أم لا. وعلى ذلك يجب أن تضم دراسة الجدوى توضيحًا مفصلًا للمشروع ووصفًا دقيقًا لما يطرحه من منتجات أو خدمات، وكذلك ما يقوم عليه من مقومات مالية وتشغيلية وتسويقية وإدارية. ينبغي أن تنطوي دراسة الجدوى كذلك على مدى توافق المشروع مع السياسات والنظم الاقتصادية والقانونية والبيئية والاجتماعية والأخلاقية بشكلٍ عامٍ.
تتعدد أنواع دراسة الجدوى تبعًا للجزء الذي يتم تحليله في المشروع إلى عدة أنواع:
من أكثر عوامل نجاح المشروع من عدمه تحديد الجدوى الفنية والتشغيلية له. فلا بد من تقديم نظرة فنية شاملة حول عملية إنتاج المنتج أو الخدمة وما يتطلبه من مواد وأدوات وموردين وتوزيع. مع إلقاء نظرة على توافر المكان المناسب للمشروع خاصةً إذا كان له تأثير على البيئة المحيطة. وكذلك المتطلبات التشغيلية للقيام بالمهام و وإنجازها إلى غير ذلك من الأمور التي تتطلب معرفة بالتفاصيل الفنية والتشغيلية.
لا يعني التسويق مجرد البيع، وإنما هو رحلة كاملة يرتبط فيها العميل بالعلامة التجارية، لا تنتهي بإتمام عملية الشراء بل تعمل على توثيق هذه العلاقة بشكل مستمر. لذلك ينبغي وضع الجانب التسويقي للمشروع ضمن الأولويات ودراسة العميل بشكل مكثف وتحديد بوابات العبور إلى شخصيته لكسبه على المدى البعيد.
ومن هنا يعتبر جانب التسويق مهمًا للغاية في نجاح أي مشروع لتحقيق أعلى معدل عائد على الاستثمار (Return On Investment). ينبغي تحديد الطرق التسويقية الملائمة لمجال المشروع ومدى قابليتها للتطبيق. كذلك يحدد هذا الجزء من دراسة الجدوى الميزة التنافسية التي ستمثل الصورة الذهنية لدى الجمهور تجاه العلامة التجارية.
هل تقبل بدخول صفقة خاسرة؟ بالطبع لا. هذا هو دور دراسة الجدوى المالية التي تجيب عن تساؤلات مهمة جدًا ألا وهي: هل المشروع سيعود عليك بالربح أم لا؟ وما نسبة هذا الربح؟ وهل تفي هذه النسبة بالغرض؟ كذلك هل لديك ما يكفي من الموارد المالية لتغطية نفقات المشروع؟ ينبغي أن تكون هناك إجابة واضحة لكل هذه الأسئلة لتحديد ما إذا كانت هناك جدوى مالية من المشروع أم لا.
قد يختلط عليك الأمر عند التفرقة بين الجدوى المالية والجدوى الاقتصادية، إلا أن الفرق الجوهري بينهما يكمن في العائد من كلٍ منهما. ففي حين توجه الجدوى المالية تركيزها نحو المكسب المالي المباشر ودراسة آلية تعظيمه وطريقة تداوله، تركز الجدوى الاقتصادية على المكاسب باختلاف أنواعها ومصادرها التي يمكن أن يجنيها المشروع من العملية الاستثمارية. وبالتأكيد لا غنى لأي مشروع عن القيام بهذين النوعين من دراسات الجدوى.
لأن المشروع الذي تتم عليه دراسة الجدوى ليس منغلقًا على نفسه، وإنما هناك أثر متبادل بينه وبين البيئة المحيطة به، لا بد من دراسة الجدوى البيئية. وهي ببساطة قياس أثر المشروع على البيئة بكافة عناصرها، ونتائج هذا الأثر، وكيفية تلافي أي أثر سلبي، ووضع خطط الإصحاح البيئى إذا تطلب الأمر.
تهدف دراسة الجدوى القانونية إلى حصر القوانين المؤثرة بشكل مباشر أو غير مباشر على المشروع، كقوانين الاستثمار والتشريع المالي والضريبي، كما يتم من خلالها تحديد الشكل القانوني للمشروع، وتحديد حقوق وواجبات المساهمين ضمن المشروع، إلى غير ذلك من نصوص ولوائح القانون ذات الصلة بالمشروع.
لا تخلو أي شركة سواءً أكانت صغيرة أم كبيرة من وسائل تكنولوجية تسهم في جعل كافة المراحل التشغيلية والإدارية أكثر سهولة وكفاءةً ودقة. لذلك ينبغي توجيه العناية بما سيحتاج المشروع إليه من وسائل تكنولوجية بمختلف أنواعها، وبكيفية تشغيل هذه الوسائل والاستفادة منها بالشكل الأمثل، وذلك في ضوء المتطلبات الفنية والإمكانات المالية المتاحة.
اشترك الأن في برنامج دفترة
لإدارة شركتك بشكل احترافي كامل
لا بد من اتخاذ الوضع الاقتصادي في الاعتبار عند بدء مشروع جديد، لما لهذا الجانب من تبعات قد تؤثر عليه بشكل مباشر. ينبغي وضع ميزانية الدولة في السنوات السابقة وفي العام الحالي في الاعتبار، وهل الاقتصاد في انخفاض أو ارتفاع أو ثبات، وإجمالي الناتج المحلي، والقوة الشرائية للأفراد، والتصنيف الائتماني، والتوقعات الاقتصادية، إلى آخر العوامل ذات البعد الاقتصادي.
يتكبد العالم اليوم خسائر وخيمة ناتجة عن سلوكه غير الواعي بالبيئة، لذلك ينبغي وضع الجانب البيئي في الاعتبار عند بدء مشروع جديد، وتحديد مدى تأثيره في أي مرحلة من مراحل تشغيله على البيئة، والبحث عن أية أنظمة أو تقنيات أو أدوات حديثة مستدامة يمكن أن تسهم في جعل المشروع أكثر صداقةً للبيئة.
يعتبر الجانب القانوني أحد أهم الجوانب التي يجب إعدادها بعناية، فلا بد من تتبع أي قانون في الدولة له علاقة بالمشروع وتحديد مدى توافق المشروع مع هذا القانون. ففي حال مخالفة المشروع لأي نص من نصوص القانون سيتعرض بالتأكيد للمساءلة وقد يصل الأمر إلى توقفه تمامًا.
لا بد من وضع الجانب التكنولوجي في الاعتبار عند بدء مشروع نظرًا للتطور المتسارع في هذا الصدد على كافة مستويات الحياة. ينبغي التأكد من استغلال كل ما يمكنك استغلاله في مشروعك من أدوات تقنية، كذلك ينبغي التأكد من عدم وجود وسائلة تقنية حديثة أقل تكلفة وأكثر فاعلية تُغني عن خدمتك أو منتجك.
كثيرًا ما يتم إغفال دراسة جانب المؤثرات الاجتماعية، مع أنه بالغ الأهمية في اتخاذ قرارات فارقة في بداية أي مشروع. ينبغي وضع ثقافة المجتمع وآرائه ومعتقداته في الاعتبار. يجب تجنب أي صدام مع المجتمع في تقديم خدماتك أو منتجاتك لكي تتمتع بالقبول والانتشار.
في آخر هذا المقال هناك رابط نموذج دراسة جدوى مجاني من فواتير. قم بتنزيل هذا النموذج واتبع الخطوات التالية لتتمكن من عمل دراسة جدوى لمشروعك الخاص.
تبدأ دراسة الجدوى بالمعلومات الأساسية للمشروع: اسم المشروع، واسم صاحب المشروع، وفكرة المشروع، وسبب اختيار الفكرة، والشكل القانوني للمشروع: هل هو مؤسسة أم شركة؟ ثم بيانات الشركاء إذا كان هناك شريكاء في المشروع، ولا بد من تحديد دور كل شريك والنسبة المخصصة له من المشروع.
يتبع البيانات الأساسية للمشروع -في العرض النهائي للدراسة- ملخص تنفيذي يقدّم لمحة عامة عن محتوى الدراسة. ويُفضّل أن يتم إعداد هذا الجزء من الدراسة بعد الانتهاء منها ليكون ملخصًا شاملًا لما تم عرضه في الدراسة دون إغفال لأي جزئية فيها.
ثم يأتي الدور على توصيف المنتجات أو الخدمات التي يقدمها المشروع في السوق. وينبغي أن يكون توصيف المنتجات أو الخدمات دقيقًا يعرض السمات والميزات، مع توضيح الغرض منها، والقيمة المضافة للعملاء والجمهور من وراء اكتسابها.
بعد ذلك يبدأ الحديث عن جوانب دراسة الجدوى الفعلية للمشروع عبر المؤثرات التقنية والاقتصادية ووضع السوق والمؤثرات الاجتماعية.
في هذا الجزء يتم البحث عن أي مؤثر إيجابي أو سلبي على المشروع فيما يخص التكنولوجيا، وكيف يمكن الاستفادة من المؤثر الإيجابي وتلافي المؤثر السلبي، لتحقيق الأهداف النهائية من المشروع.
فيما يخص المؤثرات الاقتصادية ينبغي التنبه إلى الوضع العام لاقتصاد الدولة، وهل الاقتصاد في انخفاض أم ارتفاع، وماذا عن القوة الشرائية للفرد، وكيف هي التوقعات الاقتصادية حول السوق التي سينضم إليها مشروعك الخاص.
في هذا القسم على وجه التحديد يتم التركيز على طبيعة السوق التي أنت بصدد المنافسة فيها، فتبحث عن الفئة المستهدفة من الجمهور، والمنافسين المباشرين وغير المباشرين، وحجم الطلب ونسبته من المعروض. كذلك ينبغي دراسة القبول المجتمعي لهذا المنتج أو هذه الخدمة والتأكد من عدم وجود ما يمنع ثقافيًا تداول ما سوف تقدمه.
بعد تحديد مدى تأثير كل جانب من الجوانب السابقة على مستقبل المشروع، ينبغي التركيز جيدًا على العناصر الآتية من دراسة الجدوى لأنها ذات تأثير مباشر على نجاح الدراسة أو فشلها.
من أكثر ما قد يحكم بفشل مشروع أو نجاحه عامل التسويق. ينبغي في هذا الجزء أن تحدد استراتيجية التسويق التي ستنفذها في التسويق لمنتجاتك، ومدى ملاءمتها لجمهورك المستهدف، كما ينبغي عليك تحديد الميزة التنافسية التي ستجذب إليك الجمهور دون غيرك من المنافسين.
يقوم أي مشروع على فريق عمل بغض النظر عن حجم هذا الفريق صغيرًا كان أم كبيرًا. ولكي ينجح هذا الفريق في أداء مهامه على أكمل وجه لا بد من إدارته بشكل جيد وملائم للخروج بأفضل ما لديه.
في هذا الجزء عليك بتحديد العدد الذي ستحتاجه من الموظفين في الأشهر الثلاثة الأولى وفي الأشهر الستة الأولى وفي السنة الأولى، والمهام الخاصة بكل موظف. كذلك تحديد الهيكل التنظيمي والإداري للشركة. كما ينبغي عليك تحديد الكفاءات التي ستحتاجها لشغل كل وظيفة والشخص الأنسب لشغلها.
التحديد الزمني للهدف من أهم عوامل تحقيقه، لذا قُم بوضع إطار زمني دقيق لكافة الخطوات الرئيسية لتشغيل وإدارة المشروع، كتاريخ الانتهاء من إعداد خطط الأعمال، وتاريخ بدء التوظيف، وتاريخ الافتتاح التجريبي والنهائي … إلخ.
اشترك الأن في برنامج دفترة
لإدارة شركتك بشكل احترافي كامل
يهدف هذا القسم إلى تقديم نظرة عامة حول عملية إنتاج المنتج أو الخدمة: مكان المشروع المناسب خاصة إذا تطلب وجود مصنع له مخلفات قد تؤثر على الأحياء السكنية. كذلك بيانات المواد والآلات والأدوات المستخدمة في الإنتاج، وطريقة الحصول عليها، وتفاصيل المُصنِّعين والموردين.
ابدأ الآن بوضع نموذج للأعمال لكي تتخيل تفاصيل المشروع وكيف سيحقق أهدافه وأرباحه. وهنا ستقوم بإعداد قائمة بالمنتجات والخدمات وطريقة تقديم وتوزيع وتسعير كل منتج أو خدمة للسوق، وكيف ستجني الأرباح المالية. وإذا كانت هناك مكاسب أخرى غير مالية كيف ستعزز من تحقيقها.
كنوع من التحليل الدقيق يتم استقراء التهديدات التي قد يتعرض لها المشروع. ينبغي إعداد قائمة بما تراه يمثل تهديدًا لك من داخل الشركة، أو من خارجها أو من السوق بشكل عام، أو من العوامل الاقتصادية أو القانونية. وبعد إعداد هذه القائمة عليك بوضع خطط لتجنب هذه التهديدات أو للحد من تأثيراتها على الأقل.
تحليل القدرة يجيب لك عن تساؤل مهم جدًا: هل لديك القدرة الكافية لتحقيق النجاح في هذا المشروع؟ ولكي تجيب على هذا السؤال ينبغي عليك التأكد من امتلاك المهارات والمواد والأدوات والخبرة والمال الكافي لتنفيذ هذا المشروع. فإذا تبين لك قصور في أحد هذه الجوانب فتعرض المشروع للفشل سيكون أمرًا محتملًا وبقوة.
التوقعات المالية
وفقًا لما لديك من كفاءات بشرية وغير بشرية وتمويل، عليك تحديد التوقعات المالية (المركز المالي) بوضع حصر عام للأصول والخصوم وحقوق الملكية. عليك كذلك وضع توقعات للميزانية ومصادر التمويل للسنوات الثلاث الأولى.
من الضروري كذلك وضع توقعات دقيقة للتدفقات الداخلة والخارجة لتحديد كل من صافي الربح المتوقع وصافي التدفقات النقدية. كذلك ينبغي تحديد نقطة التعادل (متى سيبدأ المشروع في جني الأرباح؟)، وإمكانية استمرارية واستقرار المشروع وتوسعه بتحليل التكلفة والعائد.
متطلبات رأس المال
فيما يخص الجوانب المالية كذلك لا بد من تحديد رأس المال المُتَطلَّب واستراتيجية إنفاقه للقيام بالمشروع، وتحديد المتطلبات المالية ومصادر التمويل التي سيتم اعتمادها لتأمين التمويل، كذلك لا بد من حساب نسبة الديون إلى حقوق الملكية، ومتى سيبدأ المستثمرون في جني أرباحهم، وما هو العائد المتوقع على الاستثمار (ROI).
بنهاية دراسة الجدوى يتم تحديد نتائج كل قسم تمت دراسته وفقًا لما سبق توضيحه أعلاه. وبناءً عليه يمكن تحديد إيجابيات وسلبيات المشروع، والخروج بتوصيات من شأنها أن تعزز من نجاح المشروع إذا أثبتت الدراسة جدواه.