حالة طلاق كل دقيقتين، وعزوف اجتماعي عن الزواج بنسبة زيادة تفوق الـ 12% عن العام الذي سبق..! من المرعب تصدر الأسباب الاقتصادية والماليات قائمة الأسباب، تُرى لماذا لا يقدم كل من هو مقبل على الزواج أو المتزوجين فعليًا على البحث عن نموذج حاسبة ميزانية العائلة ومدارسته لحين التأكد من قدرتهم على إدارة ماليات المنزل؟ لماذا لا يهتم الشباب الصغير الذي يمتلك دخلًا ولو كان مصروفه من والديه على كتابة ميزانية يخطط بها للكيفية التي ينفق بها مصروفاته؟ عجز الثقافة المالية في الوطن العربي عن تلبية أدنى احتياجات الأفراد والأسر، دفعهم لهوة اقتصادية سحيقة، بل وتفجر الأمر عن كوارث اجتماعية، ومشكلات نفسية، كيف يستقر رب المنزل المعلق في رقبته الديون؟ وكيف تسعد الأم التي لا تستطيع تلبية أحق ما يريده طفلها الصغير؟
ببساطة هي طريقة مؤتمتة بشكل ما، تحمل عنك عبء العمليات الحسابية والإحصائيات، لتقوم بإدخال البيانات الأساسية، من دخل، ومصروف، وإدخار، وتقسّم كل بند منهم إلى بنياته الأصغر، ويتكفل لك ملف الإكسيل المهيأ مسبقًا باحتساب نسبة كل بند قمت بصرفه، ويحلل لك عملياتك المالية، ولأنها كأي موازنة تم بشكل استباقي تخطيطي، تستطيع عند اكتشاف عجز في ميزانيتك أن تراجعها،وتعدّل عليها، وبالتالي تعيد احتساب الطريقة التي تتصرف بها مع الجانب المالي في حياتك.
قد تكون ثقافة الأسرة أن أحد الزوجين؛ الرجل، أو المرأة، مسئول عن إدارة الميزانية بشكل مستمر، نظرًا لحسن التدبير المالي للطرف المختار، أو عدم تبذيره وفرط يديه، أو حتى لانشغال الطرف الثاني بأعمال أخرى أهم وأجدر بالرعاية. ولكن ما يتم النصح به، أن تكون العملية تبادلية، بالتناوب بين الزوجين بل والأبناء كذلك، حتى لا يكون أحدهما طالب والآخر مطالب طوال الوقت، الشفافية والوضوح ومعرفة حدود الأسرة المالية، وتجربة الأمر واقعيًا، بشكل يجعل كل طرف يدرك ماذا نستطيع أن نشتري ب 1000 دينار؟ وماذا يكفي هذا الألف من احتياجات الأسرة؟ وما مقدار العجز الحادث، هو ما يجعل الأمور تدار من الجميع عن وعي، وتعاطف، وحسن تقدير.
لا تجعلوا ابنائكم أيها الزوجين بمعزل عن نموذج حاسبة ميزانية العائلة الذي نقدمه لكم، أشركوهم في خطواتكم، في كدحكم لتوفير المبلغ المبدد في حلوى يشترونها، لا من باب الضغط النفسي عليهم، إنما بقصد إنضاجهم وتكوين شخصية مسؤولة، تعرف النعمة، وتحمد الله، وتشكره، وتعطي بسخاء الباذل عن تقدير لقيمة ما يبذله، لا العابث بالأموال، المحصل من غيره طوال العمر.
* قاعدة 20 : 30: 50
كثيرة هي قواعد الإنتاجية وتحسين جودة الحياة وإدارتها المرتبطة بتحديد نسبة معينة لكل جانب من جوانب الأمر المعنيين به، حيث أن ترتيب الأولويات يقوم بعمل غير طبيعي في ضبط أي عملية إدارية، وتنطبق القاعدة على نموذج حاسبة ميزانية العائلة.
لا تكون المشكلة أحيانًا في عدم كفاية الدخل للنفقات، ولكن تكمن في النفقة غير الحكيمة التي تُصرف في رفاهيات جانبية على حساب الاحتياجات الضرورية، قد ترغب بشيء رغم عدم حاجتك الحقيقية له، فكن حكيمًا في طريقة توزيع النفقات.
تقول لك القاعدة أن 50% من دخلك يجب أن يذهب للاحتياجات الأساسية؛ إيجار المنزل، فواتير الكهرباء والمياه والغاز، الطعام والشراب، نفقات مدارس الأطفال، الفحوصات الطبية والعلاج، الملابس اللازمة كالكسوة الصيفية والشتوية، احتياجاتكم الشخصية الأساسية.
ثم 30% لما تريدون ويعتبر بند ترفيهي، ولا تعتبر أمور غير ضرورية حيث تساهم في توازن الحياة، والحصول على قدر من السعادة والراحة تستطيعون به أن تتحملوا الضغوطات، ضروري تخصيص جزء من المال لتنمية مواهب أفراد الأسرة الشخصية، كاشتراكات النوادي الرياضية، وتعلم العزف الموسيقي، أو لغة أجنبية إضافة، وشراء الكتب، وغيرها، وكذلك الخروجات الدورية للعائلة وللأطفال والسفر، وشراء الملابس الباهظة مرة أو مرتين، وتناول الطعام في مطعم وددتم تجربته، وغيرها وغيرها من الرفاهيات التي تتسع له القائمة، بشرط: ألا تتخطى النفقات الترفيهية حدود النسبة المخصصة لها، ولا تأتي على حساب احتياجات أولى وأهم.
ثم 20% للإدخار، أدخروا في شبابكم لهرمكم، وأدخروا في صحتكم لمرضكم، وأدخروا لراحتكم المستقبلية، وللظروف، وأدخروا من أجل الحرية المالية والاستثمار، من أجل المشروع الصغير الذي تحلمون به، والشركة التي تنوون بعد عدة أعوام اتخاذ قرار إنشائها. لن تجد مرجعًا يعلّم قواعد الثراء وصنع المال دون ذكر الإدخار كقاعدة أولى ورئيسية، كلما أدخرتم أكثر، كلما كانت حالة ميزانيتكم أفضل، وكان مؤشرًا على سيركم في الطريق الصحيح ماليًا.
1) لا تشتروا شيئًا ليس على قائمة مشترياتكم
اصنعوا قائمة بكل الاحتياجات قبل التسوق، ولا تذهبوا لتجمعوا عبثًا ما تقع أعينكم عليه، أو تغريكم به العروض، حددوا ما تريدون، وحددوا ميزانيته بشكل مسبق، حينها يكون تسوقكم ذكيًا.
2) العروض سيف ذو حدين
كما يمكن أن تكون العروض موفرة، وفكرة جيدة، لكي تحدوا من بعض النفقات، قد تكون فكرة سيئة للغاية إن كانت غير مدروسة، لأن كثيرًا من العروض تكون عروض وهمية، أو عملية إغراء حاجيات لا ضرورة لها، أو ربما كان المنتج على وشك انتهاء الصلاحية أو ذو جودة متدنية، لذا استفد من العروض نعم، ولكن أدرسها أولًا.
3) الصدقة تنجي وتبارك
أحرصوا على اقتصاد مبلغ من مصروف البيت للزكاة عن هذا المال غير زكاة المال المفروض، صدقة طوعية تطلبون بها البركة والوفرة، ستفتح أبوابًا مغلقة، وتجلب إيرادات لم تكن في حسبانكم، وتبارك في الموجود. مبلغ ال 1000 دينار شهريًا، لأسرتين بنفس الاحتياجات، ربما يكفي بالكاد وتداينوا عليه، وربما فاض منه، إنها البركة، فلا تهملوا أخذها.
4) قوموا بتقسيم دخلكم على مراحل
من منا ينفق ببذخ أول الشهر ثم يأتي في آخره لا مال عنده للمواصلات؟
إنها سنة إنسانية للإنفاق غير المقيّم مسبقًا، ويفترض أن تقوم الأسرة بتقسيم المبلغ المنفق على الأسابيع، وأن تضع مبلغ كل أسبوع في ظرف منفصل، وتخطط لكل مرحلة مالية من الأربعة على حدى، لأن طول الفترة المالية مع محدودية المبلغ، لا شك يعرض للنفاد السريع.
5) نوعوا مصادر الدخل
لا تعتدوا على الوظيفة، وتكتفوا أيديكم، بينما يتسارع البشر لبناء الأصول الرقمية، ومصادر الدخل السلبية، ويقصد بها، أن تبحث عن الطرق التي تدر عليك ربحًا بلا مجهود ومتابعة مستمرة، فقط تضع جهدًا مرة واحدة، لتدور العجلة وتتراكم الأرباح، أبحث عن تقليل المصروفات، وزيادة الإيرادات، تربح.